قصة خيالية أطلقها العنان بداخلي وأحببت استطلاعكم .
مضيت بدربي والأمل يسبقني , أحمل بكفي شموع حب تضيء لي , ووصلت إلى ذاك المكان الذي يملأه الهدوء, فجلست عند الشاطئ
الأمواج تتلاطم
والهواء يشتد برودة
حاولت أن أتمالك لكن الهواء كان أقوى
فهربت نحو كهف صغير
ابتدأت خطواتي في ذلك المكان وإذا بشخص خرج لي تملأ عينيه البراءة وابتسامته سبقت خطواته قائلا : أهلا بك
وأسرع بإعطائي غطاء يدفيني لكني
شعرت بالفء منذ رأيت عينيه , ومنذ إشراقة الإبتسامة على وجهه
مسك بيدي وأجلسني لكنه بقي على بعد يشغله التفكير
بقيت أنظر إليه .... مازال منهمكا بأفكاره , ومازال الصمت يعم المكان
وفجأة اصطدمت عيني بعينه فلم ارى سوى دمع تكاد تقتله الجفون كي لاأراه
لكن : دمعه المحبوس قتلني ,
اقتربت منه قليلا , وأمسكت بيده فأحسست بدفء مشاعره
فغرقت أنا بأفكاري ..... ياترى :
من يكون هذا الشخص الذي ببراءة عينيه أسرني , وبملامحه الحزينة ودمعه المنسكب ببطء آلمني ؟!
واذا بدمعة سقطت على يدي أيقظتني , فنظرت إليه والدموع غزيرة بعينه , فسألته ؟
ماالذي يبكيك ؟
قال : وحدتي و ........
وحل الصمت عليه من جديد
قلت له : وماذا ؟
وبعد لحظات من الصمت أجابني : حين ضممتي يدك إلى يدي اختنقت بعيرتي
أذهلني جوابه وأغرقني بحيرتي
فحين ضممت يديه بحنان شعر بالحزن وانهملت عيناه لكنه بابتسامته أشعرني بدفء المشاعر وفرحت بلقياه
شعرت بالحزن على نفسي فأدركت برأسي للأسفل , بعدها
مد يده إلى ذقني ورفع رأسي , واسترسل في الكلام قائلا :
كنت أشعر بك تنظرين إلي لكني تجاهلتك
أربكني بكلامه وأيقظني من أحلامي الصغيرة لكني شعرت بشيء داخله يجعلني أحتمل كلماته القاسية لكن قررت جمع أغراضي لأخرج من المكان بهدوء .... لكنه
رفض خروجي وبشدة
صرخت من المي مالذي تريده إن كان وجودي يبكيك؟!
حاول تهدئتي وقال : سأتحدث معك ودون أن يمنحني فرصة للقبول أو الرفض , استرسل قائلا :
أنا من اخترت الوحدة لنفسي وتركت زوجة وابنا لي معها
لست قاسيا ولكن غلبني فراق ابنتي التي فقدتها في سفر, وصمت لحظة ثم قال :
ليتني أراها وصمت من جديد
غرقت أنا حينها بأفكاري ...... ياترى أيبحث أبي عني أيضا ؟!
اتجهت نحو الخارج وهو معي , وعند خروجي اصطدمت بحجر آلم رجلي وجرحني فأسرع يبحث عن شيء يغطي به الجرح ويغسل الدم ...
أتى بقطعة قماش وحين أراد وضعها على الجرح سقطت عيناه على علامة صغيرة برجلي منذ صغري.....فصرخ قائلا :
ابنتي ...... نعم أنت ابنتي التي ابحث عنها
وأهملت عيناه بالدموع... لكنها هذه المرة للفرح واراني برجله علامة كالتي برجلي وقال أنا ابوك
لم أتمالك نفسي فغشي علي .... وحين أفقت احتضنته بقوة وقبلت جبينه وحينها كتبنا الوداع لذلك الكهف وللوحدة فقد التقى القلبان على كف القدر.
( وانتهى حلمي على ظهر قصيدة )